جيمس دورسي: ملعب كرة القدم هو حلبة كسر التابوهات (JMD on Radio Netherlands)
على الرغم من كونه لا يعشق لعبة كرة القدم، إلا أن العالم والصحفي جيمس دورسي يصف الشرق الأوسط من خلال عالم كرة القدم. كما أن قراء مدونته "العالم المضطرب لكرة القدم في الشرق الأوسط" هم من المواطنين وكذلك الحكومات.
"تقوم الأنظمة العربية بكل ما بوسعها من أجل السيطرة على الأماكن العامة حيث يمكن للناس أن تعبر عن آرائها"، يقول جيمس دورسي ل "هنا صوتك". ويضيف بالقول "لكن الأماكن الوحيدة التي لا يمكن ضبطها هي ملاعب كرة القدم والمساجد ".
يعتبر دورسي أن كرة القدم هي بمثابة نافذة يمكن من خلالها متابعة التطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. يعيش دورسي ويعمل منذ 1972 في الشرق الأوسط، وكان في عام 2001 أول مراسل أجنبي يعمل بدوام كامل في السعودية لصحيفة "واشنطن بوست". وحاليا هو مدير مؤسسة بحوث ألمانية وباحث في جامعة سنغافورة.
الملعب والمسجد
"كرة القدم والدين هما من الأشياء التي يعرف بها جزء كبير من السكان عن نفسه"، يوضح دورسي. "في السعودية، وفي أماكن أخرى، يمكن على سبيل المثال، أن يتم اعتقال موسيقيين أو يمنعوا في المطار من دخول البلاد، من دون أن يدرك أحد بذلك. لكن إذا منعت كرة القدم أو أقفلت مسجدا، فهذا سبب شبه تلقائي للثورة".
من ناحية أخرى، يرى دورسي أنه بمقدور الحكومات "استخدام كرة القدم لتعزيز صورتها الخاصة، أو بهدف صرف الانتباه عن قضايا أخرى".
انتخابات حرة
كانت رياضة كرة القدم ممنوعة في السعودية كانت لغاية الخمسينات. أما اليوم ، فهي الرياضة الأكثر شعبية في البلاد. "خلال العامين الماضيين حصلت العديد من التغيرات منطلقة من كرة القدم"، يواصل دورسي.
المثال الأبرز على ذلك، استقالة الأمير نواف بن الفيصل عام 2012 من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم. "حصلت انتخابات حرة ما يعد سابقة هي الأولى من نوعها في السعودية، حيث تم انتخاب شخص ليس عضوا من العائلة المالكة، ومن المطالبين بالإصلاح". الرئيس الجديد للاتحاد أحمد عيد الحربي، هو أيضا من المؤيدين للسماح للنساء بالحضور الى الملعب لمشاهدة كرة القدم.
العمال الأجانب والنساء
يعتبر دورسي أنه منذ أن بدأ العمل كمراسل في السعودية في عام 2001 وعمليات القمع تزداد. "بعيدا عن وسائل التواصل الاجتماعي، يتم قمع كل أشكال الاحتجاج".
في الوقت نفسه يرى دورسي أنه ومن خلال الرياضة تمارس ضغوط دولية على دول الخليج لإجراء تغييرات اجتماعية. على سبيل المثال، قضية العمال الأجانب في قطر، ومشاركة السعوديات في الألعاب الأولمبية لعام 2012. "يمكنك أن تجادل حول تطبيق المعايير المطلوبة في التعامل مع العمال الأجانب، لكن الواقع يشير الى أن تحسنا قد طرأ بالفعل في هذا المجال. وهذه العناصر ستلعب دورا في ما يتعلق بالألعاب الأولمبية القادمة".
نظرة من الخارج
في هذه السلسلة، يجري موقع "هنا صوتك" مقابلات مع خبراء أجانب حول تجاربهم في المملكة العربية السعودية، وذلك بهدف الحصول على وجهات نظر مختلفة. وندعو متابعي "هنا صوتك" للمشاركة في النقاش على صفحتنا على الفيسبوك.
خفض التهديد
تقوم السعودية، ولأول مرة، بتطوير خطتها الخمسية للرياضة (وإن كانت للرجال فقط) مع تركيز الاهتمام على الرياضات الفردية. "لدى السعودية أسباب وجيهة تدفعها إلى تركيز اهتمامها على الرياضات الفردية، ومن هذه الأسباب مشاكل السمنة المفرطة ومرض السكري"، يقول دورسي مضيفا: "لكن هناك دافع سياسي أيضا وراء الاهتمام بالرياضات الفرديات، وهو الحد من الخطر المحتمل من رياضة مثل كرة القدم، حيث يحتشد عدد كبير من المشاهدين".
وفقا لدورسي فإن التطورات الاجتماعية غالبا ما تكون أكثر وضوحا في ملعب كرة القدم. في العديد من الدول العربية كانت كرة القدم مهمة جدا خلال الأعوام الماضية في التحضير للانتفاضات الشعبية. وماذا عن السعودية؟ "أنا لا أقول إن ثورة ستحصل في السعودية من ملعب كرة القدم"، بحسب دورسي. "لكن أنا لا أقول أيضا إن هذا لن يحدث، إذ عادة ما يكون الملعب هو المكان الذي تكسر فيه التابوهات".
من المنتظر أن يكون كتاب دورسي حول كرة القدم والشرق الأوسط متوفرا في المكتبات في غضون شهر مايو أو يونيو القادم.
Comments
Post a Comment